حمل ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف، شاعر الجاهلية، اسما كان له صدى بالغموض والتميز. عرف باسم الأعشى الكبير ، وحمل ألقابا تعكس جوانب مختلفة من حياته وفنهحاول. دعونا نتعمق في القصة المثيرة للاهتمام لهذا الشاعر الرائع.
الأعشى الكبير
يترجم لقب “الأسعد الكبير” إلى “الشخص ضعيف البصر في الليل”. إنه يلمح إلى حساسية شعرية ، ربما ملهمة ليلية وجهت آياته. بالإضافة إلى ذلك ، ارتبط بالصنج العربي ، وهو عنوان مرتبط بالغناء ، مؤكدا على براعته الغنائية.
أبو البصير
لقب آخر أطلقه عليه هو “أبو البصير” يدل على التفاؤل. على الرغم من أي صراعات شخصية، حافظ العشا على نظرة إيجابية، وغرس في شعره الأمل والمرونة.
الشعر للملوك:
امتدت موهبة العشا الشعرية إلى ما هو أبعد من مجرد التعبير. قام بتأليف آيات للملوك ، سعيا لتحقيق مكاسب مالية ومكانة. زينت كلماته بلاط الحكام العرب والملوك الفارسيين على حد سواء.
أصول مأساوية
كان والد العشا أيضا يحمل لقبا مثيرا للذكريات: “الشخص الذي قتله الجوع”. نشأ هذا اللقب المؤثر من حادث مأساوي. بحثا عن ملجأ من أشعة الشمس الحارقة، لجأ والد العشا إلى كهف. بشكل غير متوقع ، أغلقت صخرة المدخل ، وتركته محاصرا وغير قادر على الهروب. الجوع والعطش أودى بحياته في النهاية.
الولادة والبيئة: ولد حوالي عام 570 م في المنفوحة ، وهي قرية تقع في اليمامة بالقرب من الرياض (في شبه الجزيرة العربية) ، نشأ الأشا محاطا بالأراضي الخصبة والمياه والمراعي وأشجار النخيل. لعب عمه الشاعر المسيب بن سالع دورا محوريا في تشكيل نشأته.
شاهد على التغيير: امتدت حياة العشا إلى تحولات تاريخية مهمة. شهد ظهور الإسلام ، على الرغم من أن النصوص القديمة نادرا ما تذكر علاقته بهذه الفترة المحورية.
سماحة الشعر: من بين شعراء ما قبل الإسلام ، وقفت العشا شامخة. أكسبته بلاغته مكانا في الدرجة الأولى من الشعراء. ساهم في المعلقات العشرة، وهي مجموعة من القصائد الشهيرة. كان لأشعاره صدى بذكاء وذكاء.
التأثير الفارسي: أشاد به التبريزي باعتباره مثالا للتألق الشعري. كانت الكلمات الفارسية تزين مؤلفاته من حين لآخر ، مما يعكس التبادل الثقافي والانصهار الفني.
الكنوز المفقودة: على الرغم من أن العشا كتب العديد من القصائد ، إلا أن حفنة قليلة فقط بقيت على قيد الحياة. تقدم هذه البقايا لمحات عن روح الشاعر ، وتسد الفجوة بين شبه الجزيرة العربية القديمة وفهمنا الحديث.
في الاحتفال بإرث العشا ، نكرم شاعرا أبحر في تعقيدات الحياة من خلال الشعر ، تاركا وراءه نسيجا شعريا منسوجا بالعاطفة والمرونة وأصداء العصور المتلاشية
هوميمون بن قیس بن جندل وكنيته أبو بصير لأنه ضعيف البصر فأشتهر بلقبه الذي أصبح عَلماً عليه. ولقبه صناجة العرب. وكان يقال لأبيه قيس بن جندل قتيل الجوع سُمي بذلك، لأنه دخل غارا يستظل فيه من الحر.فانزلقت صخرة عظيمة من الجبل، فسدت فم الغار،فمات فيه جوعا.
وأمه أخت المسيب بن العلس من بني جُماعة. ثم من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار. وعن المسيب أخذ
الأعشي الشعرَ
نبذة الشاعر الأعشى
ولد الأعشي نحو سنة530 باليمامة في قرية تسمّى منفوحة. وثقف الشعر من الطريق الرواية على خاله المسيب بن علس. حتى إذا حُصِف عقله وارتاض لسانه
ويتمنى الأعشي إلى بني قيس بن ثعلبة .وهم بطن من بطون بكر،كانوا يعيشون في وادٍ من أودية اليمامة يسمى وادي العِرْض. وفي هذا الوادي كثير من العيون والغدران ،والنخيل ،والقرى. وفي قرية من هذه القُرى اسمها (مَنْفُوحة) عاشت أسرة الأعشي عيشاً ينأي عن البداوة ، ويقرب من الاستقرار
غير أن الأعشي وهو الشاعر البعيد المطامح،لم يكن يلزم قريته، بل كان كثير الترحّل والتنقل بين أطراف الجزيرة العربية .وكان يختار النابهين من أشرافها وسادتها ويخصّهم بمدائحه، و يصيبهم منهم الجوائز. ولما كانت الحيرة في ذلك العصر حاضرة من حواضر العرب، فيها دولة مستقرة،فقد يمّم الأعشي شطرها، وأقام فيها زمناً يمدح أمرائها وأشرافها كالأسود بن منذر، وأخيه النعمان، و إياس بن قبيصة الطائي.
وقصد نجران ومدح سادتها، ومنهم بنو عبد المدان بن الديان،وهوزة بن عليّ سيد بني حنيفة. وتردّد على سوق عكاظ، ومدح من كان يلقى في هذه السوق من شيوخ العرب ويذكر الرواة، أنه رحل من اليمامة إلى اليمن والبادية والحجاز، والحيرة وعمان وفلسطين، والعراق وفارس، لا يترك ملكاً أو أميراً إلا قصده طالباً رفده
وفاة الأعشى ميمون بن قيس
شغل الأعشي وقته الباقي بالمغامرات في سبيل المرأة وفي سبيل الخمر .و طال عمره حتى ابيضت عيناه من الكبر. فسمع بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فصنع في مدحه قصيدة وعزم الرحلة إليه بالحجاز. فأوجس القرشيون خيفة من إسلامه. وقال لهم أبو سفيان: والله لأن أتي محمداً او أتبعه ليضرمنّ عليكم نيران العرب بشعره فأجمعوا له مأةمن الإبل ،ففعلوا. وأخذ الأعشي ورجع حتى دنا من اليمامة سقطت من فوق ناقته فدقت عنقه و توفي سنة ٦٢٩م/٨ھ
خصائص شعر الأعشى ميمون بن قيس
يجعل الرواة و ذوي البصر الأعشي رابعا لامرئ القيس وزهير والنابغة .فيقولون: “أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب،والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا طرب” وهذا وإن كان موضعاً للخلاف يدل على مكانة الرجل
والحق أنك تجد في شعر الأعشي مالا تجد في شعر غيره من رونق الحسن وطلاوة الأسلوب، و البراعة في وصف الخمر والإجادة مع الطول
وكان لشعره جلَبَةٌ في السمع وروعة في النفس و أثر في الناس، فسمي لذلك صناجة العرب. ولقد أعزّ بشعره وأظل؛ وقصته مع المحلق وفَرَق القرشيّين من إسلامه يدلان على ذلك
معلقة الأعشى ميمون بن قيس
لأعشي ديوان كبير أكثرهم في المديح ،وقد ضمنه غزلا و وصفا وخمرا، ومن أشهر مافيه اللّاميّة التي عُدّت من المعلّقات.وهي تقع في٦٥ بيتا منظومة على البحر البسيط .
أما مضمونها مقدّمة غزلية فيها وصفٌ طويلٌ و رائع لهريرة.و وصف للّهو ومجلس الخمر .ثم كلام علي السفر وما شاهد فيه الشاعر من برق ومطر. ثم تهديد لابن عمه يزيد بن مٌسهِر الشيباني وفيه كثير من الفخر .وقد راعت هذه القصيدة الأدباء على مرّ العصور. فقال أبو عبيدة: “لم تُقَل قصيدة في الجاهلية علي رويَّها مثلها “وجعلها التبريزيّ وغيره من القصائد العشر .وأهتم لها المستشرقون اهتماماً شديداً
مقدمة المعلقة
ودِّعْ هُرَيرةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ
وهل تُطِيقُ وَدَاعاً أَيُّها الرَّجُلُ
غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها
تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ
كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها
مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ
تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت
كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها
وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ
يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها
إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ
إِذا تُعالِجُ قِرناً ساعَةً فَتَرَت
وَاِهتَزَّ مِنها ذَنوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ
مِلءُ الوِشاحِ وَصِفرُ الدَرعِ بَهكَنَةٌ
إِذا تَأَتّى يَكادُ الخَصرُ يَنخَزِلُ
صَدَّت هُرَيرَةُ عَنّا ما تُكَلِّمُنا
جَهلاً بِأُمِّ خُلَيدٍ حَبلَ مَن تَصِلُ
أَأَن رَأَت رَجُلاً أَعشى أَضَرَّ بِهِ
رَيبُ المَنونِ وَدَهرٌ مُفنِدٌ خَبِلُ
نِعمَ الضَجيعُ غَداةَ الدَجنِ يَصرَعَها
لِلَّذَةِ المَرءِ لا جافٍ وَلا تَفِلُ
هِركَولَةٌ فُنُقٌ دُرمٌ مَرافِقُها
كَأَنَّ أَخمَصَها بِالشَوكِ مُنتَعِلُ
إِذا تَقومُ يَضوعُ المِسكُ أَصوِرَةً
وَالزَنبَقُ الوَردُ مِن أَردانِها شَمِلُ
ما رَوضَةٌ مِن رِياضِ الحَزنِ مُعشَبَةٌ
خَضراءُ جادَ عَلَيها مُسبِلٌ هَطِلُ
يُضاحِكُ الشَمسَ مِنها كَوكَبٌ شَرِقٌ
مُؤَزَّرٌ بِعَميمِ النَبتِ مُكتَهِلُ
يَوماً بِأَطيَبَ مِنها نَشرَ رائِحَةٍ
وَلا بِأَحسَنَ مِنها إِذ دَنا الأُصُلُ
عُلَّقتُها عَرَضاً وَعُلَّقَت رَجُلاً
غَيري وَعُلَّقَ أُخرى غَيرَها الرَجُلُ
وَعَلَّقَتهُ فَتاةٌ ما يُحاوِلُها
مِن أَهلِها مَيِّتٌ يَهذي بِها وَهِلُ
وَعُلِّقَتني أُخَيرى ما تُلائِمُني
فَاِجتَمَعَ الحُبَّ حُبّاً كُلُّهُ تَبِلُ
فَكُلُّنا مُغرَمٌ يَهذي بِصاحِبِهِ
ناءٍ وَدانٍ وَمَحبولٌ وَمُحتَبِلُ
قالَت هُرَيرَةُ لَمّا جِئتُ زائِرَها
وَيلي عَلَيكَ وَوَيلي مِنكَ يا رَجُلُ
يا مَن يَرى عارِضاً قَد بِتُّ أَرقُبُهُ
كَأَنَّما البَرقُ في حافاتِهِ الشُعَلُ
لَهُ رِدافٌ وَجَوزٌ مُفأَمٌ عَمِلٌ
مُنَطَّقٌ بِسِجالِ الماءِ مُتَّصِلُ
لَم يُلهِني اللَهوُ عَنهُ حينَ أَرقُبُهُ
وَلا اللَذاذَةُ مِن كَأسٍ وَلا الكَسَلُ
فَقُلتُ لِلشَربِ في دُرنى وَقَد ثَمِلوا
شيموا وَكَيفَ يَشيمُ الشارِبُ الثَمِلُ
بَرقاً يُضيءُ عَلى أَجزاعِ مَسقِطِهِ
وَبِالخَبِيَّةِ مِنهُ عارِضٌ هَطِلُ
قالوا نِمارٌ فَبَطنُ الخالِ جادَهُما
فَالعَسجَدِيَّةُ فَالأَبلاءُ فَالرِجَلُ
فَالسَفحُ يَجري فَخِنزيرٌ فَبُرقَتُهُ
حَتّى تَدافَعَ مِنهُ الرَبوُ فَالجَبَلُ
حَتّى تَحَمَّلَ مِنهُ الماءَ تَكلِفَةً
رَوضُ القَطا فَكَثيبُ الغَينَةِ السَهِلُ