نشات وحيات شكيب أرسلان
ولـد شـكيب أرسلان بالشويفات بلبنـان عـام ١٨٦٩م. وبدأ التحصيـل العلمي بالدرس على أبدي معلمين خصوصيين، حتى بلغ العاشرة من عمره. انتقل شـكيب أرسلان من مسقط رأسه إلى بيروت ، ثم التحق بمدرسة الحكمة ودرس فيها سبع سنوات. تعلم خلالها اللغتين العربية والفرنسية ، ثم انتقل إلى “مدرسة سلطان”.
فتعلم شـكيب أرسلان التركية والفرنسية، والألمانية، والإنجليزية وأتقنها، وبعض العلوم الدينية وغيرها. وأفاد من صحبة السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده الذي كان له أثر كبير في حياته. وهـو الأثر الذي كان من العمق والقوة إلى حد التشكيل الكامل لأهدافه وغاياته في الحياة.
ونشأ شـكيب أرسلان على حب هذه المدرسة وحب العقيدة الإسلامية, واشتغل بالأدب، والإنشاء، والسياسـة مـن أوائل عمره. والتقى في مصر بأعلام ورواد النهضة وقتها أمثال سعد زغلول، وعلي يوسف، وأحمد زكي ، ويعقوب صروف، وحفني ناصف والأمير عمر طوسون، ورشيد رضا. ولما أتم التعليم تولى بعض المناصب الحكومية.
وانتخب شـكيب أرسلان نائباً عن مقاطعة “حوران” في عام ١٩٠٨م بعد إعلان الدستور العثماني الذي أجرى بعده انتخاب نواب من البلدان العثمانية لمجلس النواب العثماني. فقصد الآستانة لأداء واجبات النيابة.
كان شـكيب أرسلان من أشد مناصري العثمانيين، فكـرا وكتابة، وعملاً. فلما غزت إيطاليا سنة ١٩١١م طرابلس الغرب دفعه ولاؤه للعثمانيين إلى التهاب لمقاومة إيطاليا الغازية. فحضر الحرب في طرابلس. ونفس هذا الولاء هو الذي دفعه في أثناء الحرب العالمية الأولى إلى مناصرة تركيا والدعوة لها. وكان يكافح الحركة المضادة للأتراك ، ويرفض فكرة انفصال العرب عنهم.
ثم أقام شـكيب أرسلان بألمانيا رئيساً للنادي الشرقي، الذي أسسه عام ١٩١٨م. وكان من نشاطه في هذه الفترة إصلاح الخلافة العثمانية وتحرير الأوطان الإسلامية، التي وقعت تحت براثن الاستعمار.
حيات شـكيب أرسلان السياسية
وفي عام ١٩٢١م انتخب شـكيب أرسلان سكرتيراً للوفـد الـذي شكله المؤتمـر السوري الفلسطيني ليدافع عن استقلالهما أمام الأمم المتحدة في جنيف. وبعد سقوط الخلافة تحول ولاؤه وجهده إلى العرب. وبدأ يسعى لتحرير العرب من الاستعمار الأوربي، الذي حل محل الخلافة العثمانية. ودافـع عـن قـضيـة سـوريا وفلسطين. وعمـل لتحريرهمـا مـن بـراثـن الاستعمار، فانتقل من “برلن” عام ١٩٢٥م حيث كان مقيماً إلى جنيف.
وبعد سقوط الخلافة تحول ولاؤه وجهده إلى العرب. وبدأ يسعى لتحرير العرب من الاستعمار الأوربي، الذي حل محل الخلافة العثمانية. ودافـع عـن قـضيـة سـوريا وفلسطين. وعمـل لتحريرهمـا مـن بـرائـن الاستعمار. فانتقل من برلن عام ١٩٢٥م حيث كان مقيماً إلى جنيف، وأقام بها حتى نهاية حياته سنة ١٩٤٦م.
وقد قام شـكيب أرسلان بأسفار كبيرة إلى البلاد الأوربية، والشرقية ، ومـن البلدان العربية التي زارهـا أو أقـام فـيـهـا عـدا الشرق العربي: تركيا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، وإنكلترا، وأسبانيا، وأمريكا وغيرها. وسجل انطباعاته عن هذه الزيارات. فكانت ذات تمـار أدبيـة وسياسية. وكان دائماً مفاخرا بالمدنية الإسلامية معتزاً بها. وتتقد فيه الغيرة الدينية، واستخدم قلمه السيال، وفكره الفياض، وعاطفته الوقادة الخدمة الوحدة الإسلامية. ورد تُهم الأعداء، وأثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته، وقد نقل أيضاً عن الآداب الأوربية إلى العربية.
اسلوب شكيب أرسلان
فالأمير شكيب أرسلان صاحب نثر و نظم۔ كان له تأثير على الفكر العربي. عالم بالأدب والسياسة، ومؤرخ، ومن أعضاء المجمع العلمي بدمشق. ويمتاز بين كتاب عصره بالرسوخ في اللغة العربية. والتضلع من أمثال العرب. والأساليب القديمة، يعطف على السجع أحياناً.وله في الكلام المرسل إحسان وإبداع ، ألف كتباً قيمة. وكتب ألوفا من الصفحات أحسنها وأشهرها حواشيه على حاضر العالم الإسلامي.
يميل شـكيب أرسلان إلى الفخامة والجزالة، وأحيانا يستخدم الغريب للتفخيم. وكذلك يميل إلى ابتكار العبارات المجازية. ولكنه يأتي بها متينة جميلة لا تشوبها غرابة، ويمتاز أسلوبه بدقة الوصف، فهو يصور المنظر تصویر فنان لبق.
نقد شـكيب أرسلان الأدبي
ولإنجازات عدي بن زيد يد طولى في النقد، لكنه يدافع عـن عمـود الأدب العربي القديم. ويرد آراء الأجانب في حياة العرب وأدبهم، ولا يقلدهم. ومن نماذج نقده، مقدمته التي صدر بها كتاب الغمراوي في الرد على كتاب طه حسين “الأدب الجاهلي“.
ويبدو موقفه من قوله في تقديم كتاب خليل السكاكيني مطالعات في اللغة والأدب” ، فيقول :
قصاري الأديب العربي اليـوم أن يتمكـن مـن إفراغ الموضوع العصري في قالب عربي بحت، لا يخرج باللغة عن أسلوبها.
وقد تصدى لبعض المستشرقين، ونقد جهلهم بأصول العربية، وبين أن هذا الجهل أوقعهم في أخطاء كثيرة. أنه من الواجب، أن لا حاربهم في كل ما يقولون، بل علينا أن نتحفظ وننظر في أحكامهم بروية ودقة.
و خلاصة القول إن شكيب أرسلان كاتب في الطليعـة مـن كـتـاب العرب، الذين جاؤوا بعد عصر الرواد. و نبغوا في النصف الأول من القرن العشرين، فقد حمل من القرن الماضي وأساتذته الشغف بالقدماء. واختبر أحوال القرن العشرين سياسياً واجتماعياً. فصورهـا بقـلـم متمكـن مـن اللغة، حريص على أساليب بيانها ، فلا بدع أن يلقبه المعجبون بـه بأمير البيان ، كما لقبوا شوقي بأمير الشعراء.
وعرفه خليل مطران بإمام المترسلين فقال عنه :
“حضري المعنى ، بدوي اللفظ ، يحب الجزالة ، حتى يستهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة ألان لها لفظه فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء ، كزهـرات الجبل”.
و وصفه السيد رشيد رضا بأمير البيان، وقال له السيد جمال الديـن الأفغاني حين التقيا : “أهنئ أرض الإسلام التي أنبتتك” وقال فيه الدكتـور مصطفى السباعي : سلام عليك أبا غالب ، أمير البيان، أمير القلم.
كان شكيب أرسلان الكاتب الإسلامي (١٨٦٩-١٩٤٦م)
| الكبير أمير البيان شكيب بن حمود حسن بن يونس أرسلان، يتصل نسبه بالملك المنذر بن النعمان الشهير بـأبي قابوس، أشهر ملوك الحيرة الذي اعتذر له النابغة الذبياني:
أتاني أبيت اللعـن أنك لمتني
وتلك التي اهتم منها وأنصب
مؤلفات شكيب أرسلان
۱۷۸۱ رسالة وخاصة 176 مقالة في الجرائد.
- الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية ، 3 مجلدات
- محاسن الساعي
- غزوات العرب في فرنسا، وشمالي إيطاليا، وجزائر البحر المتوسط
- لماذا تأخر المسلمون؟
- الارتسامات اللطاف
- رحلة إلى الحجاز
- أناطول فرانس
- حاضر العالم الإسلامي
- تاریخ لبنان