حاتم الطائي

السیرة الذاتية لحاتم الطائي

يشتهر حاتم الطائي كواحد من الشعراء العرب قبل الإسلام ، ويشتهر بشخصيته النبيلة وسلوكه الفاضل. أكسبته صفاته المثالية احتراما ومودة على نطاق واسع بين الناس في عصره ، وهو شعور استمر حتى مع ظهور الإسلام. كانت سمعته كنموذج لتقوى الأبناء ، والتفاني الأخوي ، والصداقة الثابتة ، وتعاطف الجوار راسخة ، مما أكسبه الثناء والإعجاب.

حاتم الطائي نشأته وحياته

حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي توفى أبوه وهو وليد فنشأته أمه وكانت كثيرة المال، نفّاحة اليدين بالنوال ، لا تليق مما تملك شيئاً . فحجر عليها إخوتها وحبسوها سنة علها تذوق طعم البؤس ، وتدرك فضل الغنى . فلما أطلقوها وأعطوها قليل من مالها فمرت بها امرأة من هوازن حال كونها زمستجدية فمنحتها إياها

وقالت : مسنى من الجوع ما آليت معه ألا أمنع سائلا شيئاً

ربته هذه الأم الوهوب ، فورّئته هذا الخلق وغذته بلبانه ، فشب على الندى يهتز له ويغلو فيه حتى بلغ منه حد السفه . فكان وهو غلام عند جده يخرج طعامه ، فإذا وجد من يؤاكله أكل وإلا طرحه . فساءه منه هذا التبذير فألحقه بالإبل،

 فمر به ذات يوم عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والنابغة الذبياني وهم في طريقهم إلى النعمان فاستقروه، فنحر لكل منهم بعيراً وهو لا يعرفهم. فلما تسموا له فرق فيهم الإبل وكانت قرابة ثلاثمائة | وجاء جده مبتهجاً يقول له : طوقتك مجد الدهر طوق الحمامة» وحدثه بماصنع ، فقال له : إذن لا أساكنك. فقال : إذن لا أبالى .

 ثم قال من أبيات :

 وَإِنِّى‌لعفٌ‌الْفَقْر‌مُشتَرِكُ‌الغنى   وَتَارِكُ شَكلٍ‌لا‌يُوَافِقُهُ‌ شَكْلِى

 و‌أَجعَلُ‌مَالِىْ‌دُوْنَ‌عِرْضِيْ‌جُنَّةً   لِنَفْسِيْ‌و‌أَسْتَغْنِىْ‌بِمَا‌كَانَ‌مَنْ‌فَضْلِىْ

وَمَا‌ضَرْنِىْ‌ أَنْ‌سَار‌سَعدٌ‌بِأَهْلِه  وَأُفَرَّدْنِىْ‌ فِيْ‌الْدَارِ‌ لَيْسَ‌ مَعِىْ‌ أَهْلِىْ

 وفشا ذكر حاتم فى الجود ، وجرت سماحته مجرى للثل، وروى عنه في ذلك الأعاجيب وأكثرها من صرف الحديث. وما طريق الرواة في آثار‌حاتم في الجود إلَّا طريقهم في أشعار أمة فى الدين ، و عنترة ان الشداد في الحماسة ، و إسماعيل بن القاسم أبي العتاهية في الزهد ، و أَبُو عَلِي اَلْحَسَنْ بْنْ هَانِئْ أبي نواس‌ فى المجون : يفتعلون الشيء من ذلك لغرض من الأغراض تم يعزونه إلى من هو أشبه به من هؤلاء

وكان حاتم كما قال ابن الأعرابي مظفراً ، إذا قاتل غلب، وإذا سابق سبق ، وإذا ضرب بالقداح فاز . وكان إذا أهل الشهر ساروا صِمامًا- وكان يعظمه مصريون في الجاهلية، نحروا عشرا من الإبل كل يوم فاجتمعوا الناس إليه فأطعمهم .

 ثم بي حاتم على النوار ثم على ماوية بنت عفزر إحدى بنات الملوك من اليمن ، فولد له منهما عبد الله وسفّانة وعدى ؛ وقد أدرك هذان الإسلام فأسلما . ولم يزل حاتم على حاله في إطعام الطعام وإنهاب المال حتى مات في سنة ٦٠٥ م

اخلاق حاتم الطائي

كان حاتم عظيم الخلق وكان طويل في الصمت، ناعم القلب، وكان جموم المروءة، لم يقتل قط واحد أمه ، ولم يظلم احدا من بني عمه :

     فإنى وحدى رُبِّ واحدٍ أمه      أجرتُ فلا قتل عليه ولا أسر  

    ولا‌أظلم‌ابن‌العم‌إن‌كان‌إخوتى     شهوداً‌وقد‌أودى‌بإخوته الدهر

وقد وصفته سفانة ابنته يوم قامت بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم ترجو أن يخلى عنها وهى سبية قالت كان أبي يفك العانى ويحمى الذمار ويقرى الضيف ويفرج عن الكروب ويكثر في إطعام الطعام ويفشى السلام‌ إفشاء ولم يرد طالب حاجة قط . فقال لها الرسول (ص) ياجارية هذه صفة المؤمن ، لو كان أبوك إسلامياً لترحمنا عليه . تبرأ منها فإن أباها كان محبوب بمكارم الأخلاق .

شعرحاتم الطائي

لا بأس أن اللسان مترجم القلب، والشعر مرآة الشعور . وما قدمناه لك من أخلاق حاتم تجده متمثلا في شعره ، مؤثرا في قرضه ؛ فلفظه سهل رقيق ، وأسلوبه محكم وثيق، وغرضه سام شريف، على غير ما نعهد في شعراء البادية.. ولذلك قال ابن الأعرابي : ( جوده يشبه شعره » ومعنى ما يقول أنه غزير البحر فياض بالأمثال والحكم الداخلة في باب الجود والمذل فيه ، وجمال الذكر والحرص عليه . وما ترى من التفاوت في شعره إنما يرجع إلى كثرة المدسوس عليه والمنسوب زورا إليه ، وهو من شعراء الطبقة الثانية . وقد جمع شعره في ديوان وطبع بليدن و بيروت

من ھو جميل بن معمر         من هو الشنفرى

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top